قوات الأمن تملأ أرجاء ديروط بعد براءة
المتهمين
عمت الفرحة أرجاء مركز ديروط الذى كان قد اكتسى بالحزن فى الفترة السابقة،
وحدثت به العديد من المصادمات وأحداث الفتنة الطائفية، وذلك بعد أن نطق
المستشار محمد نصر سيد رئيس محكمة جنايات أسيوط ببراءة أولاد العم الأربعة
من عائلة حسونة من مقتل فاروق هنرى عطا الله والد الشاب ملاك، والذى قام
بممارسة الرذيلة مع ابنة عمهم، وقام بتصويرها فى وضع مخل وتوزيعها على
الهواتف المحمولة والنت.
وعلت الفرحة والتهليل والتكبير بأجواء المحكمة التى وقام أهل المتهمين
بالدوران حول المحكمة فى جميع الجهات، معلنين الفرحة ولاسيما لحظة خروج
محمد حسونة وأسامة حسونة، حيث لوح المتهمان لأهاليهما بأيديهما من سيارة
الشرطة التى تقلهم.
كانت محكمة الجنايات قد شهدت تكثيفا أمنيا كبيرا على مداخل ومخارج المحكمة
وتوافدت أعداد كبيرة من أهالى المتهمين خارج المحكمة، حيث أتوا من قرية
المناشى لمتابعة حيثيات الحكم وانتظروا لساعات طويلة حكم القاضى وسط دعوات
استمرت ساعات المحاكمة، والتى استمرت لأكثر من ثلاث ساعات وهم فى حالة قلق
تام.
كما حضر من هيئة الدفاع عن المتهمين بهاء أبو شقة، والذى أكد أنه كان يتوقع
البراءة منذ الجلسات الأولى، واستند الدفاع إلى العديد من الأدلة التى
تحول دون الحكم على المتهمين والتى بموجبها قضت المحكمة بالبراءة.
وصل المتهمان إلى مقر محكمة الجنايات فى تمام الساعة العاشرة صباحا وسط
تحفز وتكثيف أمنى شديدين، وبعد أن امتلأت المحكمة بأهالى المتهمين من كل
اتجاه وبعدها دخلوا إلى قاعة المرافعة.
بدأ الدفاع فى عرض مذكرته التى حملت العديد من المفاجآت التى صدر بموجبها
حكم البراءة، وكان صالح السنوسى محامى المتهمين ونقيب النقابة الفرعية
للمحامين بأسيوط، قد أكد فى مذكرة دفاعه التى قام بعرضها اليوم أن براءة
المتهمين جاءت لخلو الأوراق من سند قانونى ضد المتهمين ولا يوجد إلا مجرد
تحريات الشرطة وهى لا تكفى منفردة للقضاء بالإدانة.
كما تضاربت أقوال الشهود فنجله المجنى عليه (سوزى فاروق هنرى عطا الله)
قالت فى تحقيقات النيابة أن الجانى فرد واحد وكان ملثما أما الشاهدان
الآخران وقد أصيبا وقت الحادث لتواجدهما بالقرب من الحادث قالوا بأن الجناة
كانوا أربعة وكانوا ملثمين أيضا، وبذلك استند الدفاع إلى التضارب الواضح
فى الأقوال وشهادة الشهود التى أكدت أن المتهمين كانوا فى مقر أعمالهم
أثناء وقوع جريمة القتل ليصدر بعدها القاضى حكمة بالبراءة استنادا إلى ما
جاء فى مذكرة الدفاع .
الجدير بالذكر أن رجال الدين المسيحى بمركز ديروط رفضوا التعقيب أو الإجابة
عن سؤالنا حول برءاة المتهمين فى الوقت الذى أكد فيه أهالى المتهمين أن
البراءة كانت شيئا محسوما، وذلك لعدم ارتكاب أبنائهم لتلك الجريمة رغم ما
فعله ابن القتيل.
يذكر أن المتهمين الأربعة اثنين منهم فقط حضرا الجلسة، وهما أسامه حسونة
ومحمد حسونة وهناك اثنان آخران هاربان منذ إلقاء القبض على أبناء عمومتهم
وهم أشرف حسونة وأحمد حسونة.
كما قام الأمن بمنع التصوير بعد أن قام بعمل كردون أمنى حول المحكمة
والمتهمين أثناء خروجهما خوفا من تطور الأمر.