معنى شهادة أن............... محمد رسول الله..........

الحمد لله ربّ العالمين, حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه,

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله, لا مانع
لما أعطى ولا معطي لما منع, لا تحصى نعمه ولا تعدّ.

وأشهد أن لا الاه الاّ الله وحده لا شريك له, وأشهد أن
محمد عبده ورسوله, بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة, وجاهد في الله
حق جهاده, صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا.

أخي المسلم, أختي المسلمة, فأوصي نفسي واِيّاكم بتقوى الله, واتباع شرعه
والعمل بكل أوامره واجتناب نواهيه, وتحقيق العمل بالشهادتين فهما رأس
الاسلام وركنه الأوّل, واِذا تمّ تحقيق الشق الأوّل من الشهادة والعمل بقول
لا الاه الاّ الله فاِنّه لا بدّمن تحقيق الجزء الثاني وهو شهادة أن محمد
رسول الله, ومعناها الاقرار بأن محمدا بن عبد الله رسول من عند الله
واعتقاد ذلك اعتقادا جازما, ومقتضى هذه الكلمة يتلخص في أمور أربعة :

1) طاعته صلى الله عليه وسلّم في كل ما أمر بأمر من الله جلّ وعلا.

2) تصديقه صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به.

3) اجتناب كل ما نهى عنه وزجر.

4) عبادة الله سبحانه وتعالى بما شرع.

اِن المتلفظ بهذه الشهادة يجب عليه طاعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في كلّ أوامره, واجتناب جميع نواهيه وتصديقه في كل أخباره وأن يعبد الله
ويتقرّب اِليه بما وافق شريعته.

اِن مخالفة شيء من هذه الأمور يعتبر قدحا في صدق قائل هذه الشهادة ويؤكّد
عدم تحقيقه لها وقيامه بأوامره.

ا،ّ من واجب المسلمين أن يعرفوا قدر رسولهم صلى الله عليه وسلم من دون غلوّ
فيه ومن دون تقصير في حقّه وتفريط في محبّته. فهو عليه الصلاة والسلام عبد
من عباد الله ورسول من رسل الله, وله من الخصال ما يفوق بها كل البشر,
ولكنه مع ذلك لم يخرج عن حدود البشريّة والعبوديّة لله ربّ العالمين. كما
أخبر ذلك سبحانه وتعالى في كتابه الكريم, فهو عليه الصلاة والسلام ليس
اِليها فيعبد ولا ربّا فيقصد كما ضل في ذلك كثير من الجهلة الذين جعلوا بعض
أنواع العبادة وبعض خصائص الألوهية والربوبيّة لرسول الله صلى الله عليه
وسلّم فسألوه من دون الله واستغاثوا به, ودعوه عند الكروب والمصائب وجعلوه
عَلاّما للغيوب ومفرجا للكروب ومعينا في الخطوب وكفى بذل غلوّا وشركا
والعياذ باله عز و جل.

يقول صلى الله عليه وسلم في ما أخرجه البخاري رحمه الله عن عمر رضي الله
عنه : << لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم, اِنّما أنا عبد
فقولوا : عبد الله ورسوله >>

وأخرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله
صلى الله عليه وسلّم قال : << كلّ أمّتي يدخلون الجنّة اِلاّ من
أبى >> قيل : ومن يأبى يا رسول الله ؟! قال : << من أطاعني دخل
الجنّة ومن عصاني فقد أبى >>!!


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(منقول)